-  

     


     

    في مؤتمر صحفي عقده القائد العام للغوطة الشرقية الشيخ محمد زهران علوش، تطرق الشيخ إلى كثير من النقاط الساخنة التي تهم أهالي الغوطة، ومن أهم ما تطرق له:

    أولاً: مصير معتقلي جيش الأمة

    تم اعتقال اكثر من 1300 عنصر من جيش الأمة في عملية مكافحة الفساد، وتم اخضاعهم لدورة شرعية تأديبية اخلاقية سلوكية ثم تم الافراج عنهم، والان لم يبقى منهم الا 250 عنصراً فقط معتقلين لدى القضاء الموحد، علماً أننا عرضنا على القضاء من البداية ان يودع كل المعتقلين لديه ولكنه اعتذر بسبب عدم قدرته على استيعاب كل هذا العدد

    ثانياً: تشكيل قيادة عامة للغوطة

    بمبادرة من نشطاء فاعلين في الغوطة الشرقية، تم تطوير القيادة العسكرية الموحدة للغوطة بإدخال عناصر مدنية فيها، وذلك لتصبح قيادة عامة تهتم بجميع جوانب الحياة في الغوطة مدنية وعسكرية دون فصل بينهما. وقد تم بداية تشكيل هيئة عامة تضم أبرز الفعاليات الثورية، ثم تم اختيار أمانة عامة من عناصر هذه الهيئة، سيتم اختيار أعضاء منهم ليدخلوا ضمن مجلس القيادة العامة للغوطة.

    الغوطة الشرقية تتجه نحو العمل المؤسسي الجماعي إن شاء الله. لن يؤخذ قرار فردي، سوف يتحمل الجميع مسؤوليتهم، ستكون القرارات نابعة من مشاركة الجميع.

    ثالثاً: ارتقاء العمل العسكري في غوطة دمشق إلى مرحلة جديدة

    المجلس العسكري الذي تم تشكيله في الغوطة هو المجلس العسكري الحقيقي الوحيد في سوريا. هو المجلس العسكري الوحيد الذي يعمل من الداخل. وضعنا الضباط في أماكنهم من حيث التخطيط والإدارة والإشراف والتحكم.

    كل المجالس العسكرية الموجودة في سوريا حالياً هي عبارة عن مجموعات متفرقة من الضباط القاعدين وراء الحدود والذين يسعون لتأمين مناصب مستقبلية في الحكومة الجديدة في وزارة الدفاع الجديدة.

    انضمام المجلس العسكري إلى القيادة العسكرية الموحدة خطوة لا بد منها لتوحيد الجهود وإضفاء المزيد من المهنية على العمل العسكري القائم. نتوقع إن شاء الله أن يكون لهذه الخطوة أثر في ارتقاء العمل العسكري في غوطة دمشق إلى مرحلة جديدة تختلف اختلافاً واسعاً عن المرحلة السابقة.

    رابعاً: قصف دمشق هل توقف؟ ولماذا؟

    كان قصف المراكز الأمنية في دمشق لردع النظام عن ارتكاب المجازر في الغوطة الشرقية والتي تستهدف المدنيين وليس العسكريين. وقد أدى هذا العمل الغرض منه بفضل الله سبحانه وتعالى ولو جزئياً.

    اليوم قرار قصف المراكز الأمنية للنظام في دمشق نحاول أن يكون قراراً جماعياً تشاركياً نابعاً من القيادة في الغوطة الشرقية، ولذلك أنا كنت قد استدعيت الأمانة العامة لقيادة الغوطة الشرقية وطرحت عليهم الموضوع، ثم تمت مناقشة الموضوع من قبل الأمانة العامة، ثم رُفع إلى مجلس القيادة لإقرار القرار، لتكون المسؤولية جماعية في ذلك.

    خامساً: التطورات في قضية مكافحة الفساد وداعش

    الحملة العسكرية على الفساد وداعش نتج عنها تمكين القضاء من محاسبة الفساد وداعش وقد حققت هذه الحملة 95% من نتائجها، ولم يبقى إلا بعض الفساد الفردي.

    1950 قضية تم رد الحقوق فيها لأهلها من قبل القضاء بعد عملية داعش والفساد، صار القاضي يرسل مذكرة فقط فيحضرون مباشره بعد أن كان القضاء يُقصف أحياناً من قبل بعض الفصائل المنحرفة والفاسدة.

    لن نسمح بوجود فكر داعش في بلادنا أبداً. فكر داعش التكفيري الذي يكفر المسلمين ويعمل السكاكين في رقابهم يُعتبر جريمة في الغوطة الشرقية. أي إنسان ينتمي إلى داعش فكراً أو تنظيماً فهو مجرم لن نسمح بوجوده.

    سادساً: كلمة حول معركة تحرير إدلب

    نبارك لكل أهلنا في سوريا تحرير مدينة إدلب ونشكر كل من ساعد في هذا التحرير.

    هناك دول خارجية أمدت الثوار بكميات هائلة من الذخيرة والأسلحة نشكرهم شكراً جزيلاً. علماً أننا نتمنى أن يصلنا عشر معشار هذه الكمية ولكن لا يصلنا شيء، على كل نستعين بالله تعالى على تحرير كل سوريا وليس دمشق فقط.

    نحن في جيش الإسلام قدمنا طلباً للمشاركة في معركة إدلب وألححنا عليهم، لكن رفضت جبهة النصرة هذا، وإلى الآن لا ندري ما هو المبرر لرفض الطلب، علماً أننا شاركنا في معركة كفريا والفوعة قبل معركة إدلب بفترة بسيطة جداً وكان جيش الإسلام رأس حربة في هذه المعركة، ومعروف أن جيش الإسلام في إدلب قوة عسكرية متماسكة شديدة لا يُستهان بها.

    سابعاً: المشكلة بين جبهة النصرة والقضاء في الغوطة الشرقية

    في بداية إنشاء القضاء الموحد استدعينا كل الفصائل للمشاركة في هذا القضاء. وشُرط على جيش الإسلام التنازل عن خمسة شروط للاشتراك معه في القضاء الموحد وتنازلنا عن خمسة شروط من أجل تقديم المصلحة العامة للغوطة على مصلحة الجيش. واشتركت الفصائل في إنشاء القضاء الموحد.

    ثم فوجئنا بتعليق جبهة النصرة عضويتها في القضاء الموحد، وطلبنا منهم المبرر، لم يقدموا مبرراً شرعياً ولا حتى مبرراً عقلياً مقنعاً، فانفردت جبهة النصرة عن القضاء الموحد.

    الشيء الأشد مفاجأة أن جبهة النصرة بدأت ممارسة قضاء منفصل عن القضاء الموحد، وهذا يُعتبر شقاً للصف وتفريقاً للأمة، ونحن سألناهم بكل وضوح: هل تعتبرون القضاء الموحد قضاء شرعياً أم غير شرعي؟ قالوا قضاء شرعي. قلنا: إذاً ما المبرر لشق الصف؟ فتعللوا بعلل لا قيمة لها.

    وشكلت جبهة النصرة هيئة شرعية لمباحثة قضية القضاء الموحد، زعموا أن هناك خللاً في القضاء الموحد، ونحن نوافق على هذا لا يوجد شيء كامل، ونحن نسعى لرأب الصدع وسد الخلل. وتناقشوا مع القضاء الموحد ولم تصل الأمور إلى حل. وكانت النتيجة أن ازدادت وتيرة ممارسة الأقضية بعيداً عن القضاء الموحد، ونحن إذا كان كل فصيل يريد أن يمارس القضاء لوحده، فهذا باب لتفريق الأمة عظيم جداً

    ونحن بكل صراحة ووضوح لن نسمح لجبهة النصرة ولا لغير جبهة النصرة أن تمارس قضاء خارج مظلة القضاء الموحد، إلا اللهم أن يقضي الفصيل في عناصره بما يهم شؤون الفصيل.

    لذلك ندعو إخواننا الآن في جبهة النصرة للانضمام إلى القضاء الموحد والمساهمة في تقدم هذه المسيرة نحو الأمام. أما ممارسة قضاء مستقل عن القضاء الموحد فهذا لا يمكن السماح به. وقد صدر بيان عن القضاء الموحد يناقش هذا الموضوع.

    ثامناً: لماذا يتأخر جيش الإسلام عن دخول العاصمة وإنهاء النظام؟

    القول أن جيش الإسلام تأخر عن دخول العاصمة، نحن نتحفظ عليه. ما زالت دماء شهدائنا في حي الدخانية لم تجف بعد، ودماء شهدائنا في جوبر لم تجف بعد. نحن في قلب العاصمة الآن، قف على أي بناء في جوبر وانظر إلى الجامع الأموي تجده أمامك.

    لكن إنهاء النظام، نحن الحقيقة نُحارب حتى لا ننهي النظام، ليس فقط من النظام. نحن محاصرون بمباركة دولية من كثير من الدول، محاصرون حصاراً مطبقاً من كل جانب. لم نُمد بالسلاح. كم سمعتم من وصول إمدادات للفصائل؟ هل تعلمون أنه لا يوجد عندنا أي منصة إطلاق صواريخ إلا ما غنمناه من الجيش السوري؟ يعني لا يوجد أي إمداد مع الأسف.

    الواقع الذي نعيشه الآن هو المحافظة على الغوطة. لقد خطط النظام مع إيران وروسيا والميليشيات الشيعية لإنهاء الغوطة خلال ستة أشهر، وهذا المخطط يحاولونه منذ سنتين ونصف وبفضل الله فشلوا.

    وانظروا إلى هذه المفارقة. فقط قيسوا قياساً: 60 دولة رصدوا 500 مليار دولار لإنهاء تنظيم هو تنظيم داعش. ونحن يُطلب منا بدون أي دولار إنهاء نظام!


     

.
.